السلام عليكم. أولا أحييكم على هذا الموقع الذي يفيد القارئ.
فضلا عن المستشير فانا من متابعينكم الان لابد ان يشترك اثنين او اكثر في مشكلة وهذه سنة الله في خلقه
سبق وبعثت باستشارة من حوالي 4 اشهر لم اجد لها جوابا والان اتمنى لن اجد الجواب سريعا أبلغ من العمر 30 عاما متزوجة منذ 11 سنة واشهر علاقتي بزوجي جيدة بل أحبه غالبا لكن هناك ما يعيق هذا الحب ويجعلني أريد الانفصال
لدي منه خمس ابناء هو شخص طيب وخلوق متدين لكنه جاف الى ابعد الحدود كتوم جداا قد يكون يحبني لكن بينه وبين نفسي ومشكلتي معه انه مرتبط باهله والدية واخوته واخواته رغم زواجهم عليه يكمل كل نقص وعليه يحدث لهم
عندما يأتون للعطلة يسكنون معانا في المنزل واذا الاخوات تطلقت احداهم سوف تسكن معنا كما كانوا من قبل قليل الدخل رغم كثرة مصروفاته وعليه ان اتحمل قلة دخله لا نستطيع الخروج من البيت معه لأنه اساسا لا يريد الارتباط بنا في الخروج للنزهة
والان في حالةان خرج بنا لابد ان يخرج جميع منهم في المنزل والدته لا ترى أن تنزه والسفر للاستجمام مهم بل الافضل تركه أريد ان اكون كغيري واريد ابنائي ان يكونون كغيرهم في اللبس وفي التنزه أريد أن يمتلكوا مقومات تجعلهم لا يشعرون بالنقص
أفكاري غير مرتبة لكن اشعر بضيق شديد فكل منهم حولي احسن مني وضعا ومعيشة وفي الوقت ذاته اخاف ان تطلقت ان اكون سبب في مشاكل الابناء او عقدة ابناء المطلقة
أشعر بغصة في نفسي حينما اهز ابنتي فسريري رغم كبره يهتز معي لقدمه غرفتي تجلب الكآبة عندما اخذتها كانت صدقة مستعملة ابنائي ينامون على فرش رديء ملابسهم رثة اشعر بنقص في كل الجوانب
أكره العلاقة الجنسية ولا تتم الا بكثير من الترجي لانها سبب في وجود اطفال سوف يعيشون تعاسة بكل اشكالها أريد ان اخرج من هذه الحياة لاستقل بنفسي سوف ينقصني الزوج لكن سوف اجد بيتا مستقلا سوف احاول ان اجعله جنة بقدر استطاعتي
علم اليقين انه سوف ينقصني الثير لكن سوف اجد راحة لن اجدها هنا مدت موجودة وانا اكتب اليكم اختلقت ابنة اخته التي تسكن معنا مشكلة مع الشغالة ثم اتجهة اليه تصرخ وتتلفظ واشعر ان ابنائي سوف يحتقرونني عندما يرون هذه المراهقة 16 ترفع صوتها وتهدد وتتوعد
بسم الله الرحمن الرحيم
أخيتنا الحبيبة ((السعادة فالها)) رعاكِ الله..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
وأهلاُ ومرحباُ بكِ في موقعكِ المستشار.. ويسعدنا ويشرفنا أن ترسلي لنا كلما احتجتِ لنشارككِ الحل.. وهذا دليل ثقتكِ بنا.. شاكرين ومثمنين هذه الثقة الغالية.. سائلين الرب سبحانه أن نكون عند حسن ظنكِ وأن تجدي ضالتكِ هنا.. كما أعتذر أشد الاعتذار عن التأخير الحاصل..
غاليتي.. وفقكِ الله..
يحمل لقبكِ تفاءلًا رائعًا وجميلًا، ولكن أتعلمين ما الأجمل؟! أن يترجم تفاؤلكِ الإيجابي هذا سلوكًا، أتدرين متى يتحقق هذا السلوك؟! عندما تبني أفكارًا إيجابيةً مشرقة، لتشرق معها زوايا روحكِ وحياتكِ، ولتري جمال الألوان الموجودة في حياتك، فحياتك من صنع أفكارك..
يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:[مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَى فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا]، أي حكمة وأي سكن وأي راحة بال في ثنايا هذا الحديث العجيب، وبين سطوره المضيئة، أن الدنيا بأكملها قد أعطيت لمن يملك تقديرًا للنعم وفهمًا عميقًا وتصورًا راسخًا عن قيمتها.
يقول الشيخ محمد الغزالي معلقًا على الحديث: (إنك تملك العالم كله يوم تُجمع هذه العناصر كلها بين يديك، فأحذر أن تحقرها، إن الأمن والعافية وكفاية يوم واحد تتيح للعقل النير أن يفكر في هدوء واستقامة تفكيرًا قد يغير مجرى التاريخ كله)..
وبناءً على ما سبق.. أقول وبالله التوفيق /
1- خذي ورقة وقلم، وفي لحظة صفاءٍ سجلي كل صفات زوجك الإيجابية، فمن ثنايا حديثكِ ذكرتِ أنه: (طيب – خلوق – متدين – يحبك)، وأضيف على ما ذكرتِ ومما تضمنه حديثكِ (مسئول – بار بوالديه)..
أخلعي النظارة السوداء التي ترتدين فإنها تغطي جمال عينيكِ، وانظري إلى جمال ما تملكين، وتأملي حالكِ وحال أخرياتٍ قد أغدق عليهن أزواجهن من الأموال الشيء الكثير، تملك السكن المستقل وكل طلباتها مجابة.
وفي المقابل تتألم وتتمزق روحها من خيانات زوجها ومراوغته وسوء معاملته وإدمانه، وقد يعتذر لها بالمال يجر المال في كل مره ولكن يكرر خياناته وإدمانه، وأنتِ قد رزقكِ الله زوجًا مخلصًا متدينًا، همه وتفكيره فيكِ وفي أسرته وفي عائلته فاحمدي الله على ذلك، وافرحي لبره بوالديه؛ فإن إحسانه لهما دليل على نقاء سريرته وتأصل الخير فيه، ولتبشروا بالخير والرزق الوفير، فرضاه سبحانه من رضا الوالدين.
قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء/23-25)، دائمًا أخيتي انظري لمن هم دونكِ في أمور دنياك، أما أمر دينكِ فانظري لمن هم فوقكِ، قال تعالى: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم (الواقعة:12)..
2- اكسبي جميع من في المنزل بحسن خلقكِ وعلمكِ وسمتكِ.. وبالأخص والدته، فأقصر الطرق لكسب قلب الزوج هو كسب قلب والدته؛ لأن قلبه عندها، أعتبريها والدتكِ وتوددي لها وأحسني إليها، لا تقابليها إلا بوجه طليق، وابتسامة مشرقة، وكلمة حسنه، ودعوة صادقة، قرّبيها منكِ لتشعر بالثقة بكِ، وتتحول علاقتكما لِصداقة متينة، حينها ستجدينها في صفكِ وقد يأتي اليوم الذي تقترح على ابنها أن يبحث لكِ على سكن مستقل، فتكوني قد كسبتِ القلوب والذكر الحسن والدعوات الجميلة..
3- اصنعي من نفسكِ شخصية قيادية، الحكمة والحلم سلاحها، والبسمة والكلمة الطيبة والدعوة الخالصة سهامها، وحسن الظن والتفاؤل والرضا والصبر وقودها، فإن حدث وتكرر ذاك الموقف مع تلك المراهقة ومع غيرها، فلن يحتقركِ أبناءك أبدًا وهم يشاهدون أمًا واعية تتحدث بهدوء وثقة ونبره صوت واضحة غير مرتفعة: ماذا حدث يا صغيرتي.....
حسنًا أخبري الخادمة بطلبكِ في وضوح حتى تأدية كما تريدين فربما لم تفهم قصدك، واتركيها وأذهبي.. في هذه الحالة تكوني قد عالجتِ الموقف بروية وكبرتِ في عين الجميع اعترفوا بذلك أم أنكروا، وتذكري أن الكلمة الطيبة لها شأن عظيم، فهي مع البسمة يذيبان الصخر، ثم أن كل دعوة صادقة ستدعينها ستقول لكِ الملائكة: ولكِ بالمثل، فأدعي بما شئتِ ولا تبخلي على نفسكِ لعلها وافقت ساعة إجابة فتربحي وتسعدي..
4- أتفهم سبب كرهكِ للعلاقة الحميمية بينكِ وبين زوجك، ولكن دعيني أهمس في أذنكِ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:[إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح] متفق عليه.
وقال:[والذي نفسي بيده , ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه , إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها[ (أي: زوجها).. وقال:[إذا دعا الرجل زوجته لحاجته، فلتأته وإن كانت على تنور]، فتمنعها في الفراش من أغلظ المحرمات، فإن فعلتِ ذلك تقلبتِ في لعنة الله وملائكته والعياذ بالله..
إثري علاقتكِ العاطفية مع زوجكِ، واجعلي الملامسة والاحتضان والقبل حاضره بينكما، ابدئي من الآن ليتعود، واحتسبي حسن تبعلكِ لزوجكِ، وتذكري يا غالية بارك الله فيكِ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت].
وما أعظمه من فضل حينما تكون الجنة داركِ وسكنكِ، وروى البزار والطبراني أن امرأةً جاءت إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم- فقالت: (أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله تعالى على الرجال فإن أصيبوا أثيبوا- أي: أجروا- وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن معشر النساء نقوم عليهم، فما لنا من ذلك الأجر؟
فقال صلى الله عليه وسلم: أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج والاعتراف بحقه يعدل ذلك).. يعدل ماذا؟! يعدل أجر الجهاد في سبيل الله!
5- يقول وليم جيمس – عالم النفس الشهير – في معرض نصيحته لبعض طلابه: (كونوا مستعدين لتقبل الواقع فالقبول بالواقع هو الخطوة الأهم لتجاوز أثر كل أزمة)، والأفضل من ذلك , قول الله- جلا وعلا-:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: 10)..
فأخبر – سبحانه- أن جزاءهم مفتوح لا حد له، وأنهم محبوبين عنده {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (آل عمران: 146).. إذن الرضا بما قسم الله والصبر من أهم أسباب راحة النفس وسكينتها واطمئنانها، وتذكري عزيزتي- حفظكِ الرحمن- أن القاعدة الفقهية تقول أن الله لا يخلق شرًا محضًا، قد ترين أن ما تعيشين فيه ومشاركة الآخرين لكِ شر.
ولكن اعلمي أن فيه من الخير الشيء الكثير إذا صبرتِ واحتسبتِ، اجمعي كل الصعوبات التي تواجهكِ في حياتكِ الزوجية والأسرية واجعليها تحت قدميكِ؛ لتصعدي عليها وتصلي لهدفكِ وتحققي حلمكِ، ابني نفسكِ باقتناء بعض الكتب التي تقوي شخصكِ وإرادتكِ مثل لوّن حياتك للدكتور خالد المنيف، وفجري طاقة التفاؤل والإيجابية الكامنة في ذاتك؛ لتنتشر ألوانها المبهجة البديعة فتسعدي وتُسعدي كل من حولك..
وأخيرًا::
اجعلي القلم والورقة صديقاكِ الحميمان، فكلما صادفتكِ مشكلة أو صعوبة ضعيها أمام عينيك، وارسمي في بداية الصفحة وجهًا باسمًا، وفكري في خمسة حلولٍ ممكنة لتجاوزها وستذهلِ بالنتائج، ثم أجمعيها في ملف واجعليها مرجعًا لكِ لتوجهكِ، ومن ثم توجهي بها أبناءك وكل من تحبين، وأنا على ثقة بإبداعكِ وتألقكِ الفكري يا مبدعة..
ختاما::
أسأل الله بمنه وكرمه أن يشرح صدركِ.. ويزيل همكِ.. ويسهل أمرك.. ويصلح شأنكِ.. وأن يظلل عليكِ وعلى زوجكِ وأبناءكِ ظلال المحبة والاستقرار والسعادة والرضا والسكينة والطمأنينة وراحة البال.. وأن يحقق لكِ كل ما تصبوا له نفسكِ وتتمناه.. آمين..
وصلى اللهم وسلم على حبيبنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبة عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار